رسالة الرئيس التنفيذي

ماركو أرتشيلي

"نحن ماضون بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفنا المتمثل في إدارة أصول بقيمة ٢٥٠ مليار دولار أمريكي بحلول عام ٢٠٣٠."

التوسُّع بوتيرة متسارعة

لقد تَأكَّدت كلّ انطباعاتي الأولى عن المملكة العربية السعودية عند انضمامي إلى "أكوا باور" قبل عامين. وفي الحقيقة، لا أتوقف عن الانبهار بسرعة التغيّرات التي تشهدها المملكة، وحجمها الكبير. فالمملكة تتمتع بطموح هائل في مسار تخفيض إنبعاثات الكربون، يُعزِّزه ما يمتلكه شعبها من إبداع وعزيمة وإصرار على تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس. وانطلاقًا من اتساق أهداف "أكوا باور" مع تطلعات المملكة، فإننا نتحلى بنفس روح السعي والمثابرة، ونتحرك بوتيرة عالية، مع توسيع عدد وحجم ونطاق مشاريعنا باستمرار.

لقد كان عام ٢٠٢٤ عام تحول بحق، وشهد توسّعًا متسارعًا، فيما مضينا بعزمٍ نواصل مسيرتنا الطموحة نحو عام ٢٠٣٠ وما بعده. نحن ماضون بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفنا المتمثل في إدارة أصول بقيمة ٢٥٠ مليار دولار أمريكي بحلول عام ٢٠٣٠. وتواصل "أكوا باور" ترسيخ مكانتها كجهة رائدة عالميًا في تحلية المياه، وسبّاقة في مشاريع الهيدروجين الأخضر، وقيادية في مسار تحوّل الطاقة.

تسريع وتيرة نمو محفظتنا الاستثمارية

لقد عزز النمو غير المسبوق في محفظتنا خلال عام ٢٠٢٤ مكانة "أكوا باور" في الدول الثلاث عشرة التي نزاول فيها أعمالنا. فقد أضفنا خلال العام الماضي قدرة إنتاجية تبلغ ١٤,٣ جيجاواط من الطاقة، منها ١٠,٧ جيجاواط من مصادر متجددة، إلى جانب ٠,٤ مليون متر مكعب يوميًا من المياه المحلاة. وبحلول نهاية عام ٢٠٢٤، شملت محفظتنا — سواء كانت قيد التشغيل أو تحت الإنشاء أو في مراحل تطوير متقدمة — عددًا إجماليًا من الأصول بلغ ٩٤ أصلًا، بتكلفة استثمارية إجمالية بلغت ٣٦٤,٥ مليار ١ (٩٧,٢ مليار دولار أمريكي)، وقدرة إنتاجية إجمالية بلغت ٦٩,٢ جيجاواط من الطاقة (٥٠,٤٪ منها من مصادر متجددة)، إلى جانب ٥,٣ جيجاواط/ساعة من سعة تخزين الطاقة بالبطاريات، وإنتاج ٨,١ مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا، و٢٢٣ ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر.

ولتوضيح ذلك من منظور أشمل، فإن توليد طاقة كهربائية بقدرة تبلغ ٦٩ جيجاواط تكفي لتغطية احتياجات نحو ٦٠ مليون شخص، أي ما يعادل عدد سكان إيطاليا بالكامل. أما قدرتنا على إنتاج ٨,١ مليون متر مكعب يوميًا من المياه، فتكفي لتلبية احتياجات نحو ٤٤ مليون شخص.

وقبيل نهاية العام، ومع استحواذنا على محطة رياح قيد التشغيل بقدرة ١٠٠ ميجاواط، أطلقنا أولى مشاريعنا في الصين، والتي من المتوقع أن تضيف تدريجيًا نحو ١,١ جيجاواط من الطاقة المتجددة إلى محفظتنا خلال عام ٢٠٢٥.

كان عام ٢٠٢٤ عامًا حافلًا بالإنجازات الاستراتيجية. فقد حققنا الإغلاق المالي لتسع مشاريع، بإجمالي تكلفة استثمارية بلغت ٣٤,٦ مليار ١ (٩,٢ مليار دولار أمريكي). كما أدخلنا تسع مشاريع حيز التشغيل التجاري، لتوليد ٣,٨ جيجاواط من الطاقة، وإنتاج ٧٦,٠٠٠ متر مكعب يوميًا من المياه المحلاة، من ضمنها محطة "سدير" للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة ١٥٠٠ ميجاواط في المملكة، والتي تُعد أول مشروع متجدد يتم تنفيذه ضمن الشراكة الاستراتيجية بين صندوق الاستثمارات العامة وأكوا باور.

ولقد ساهم تحقيق هذه المحطات التنموية للمشاريع، إلى جانب كفاءتنا التشغيلية والمالية العامة، في تحقيق أداء مالي قوي خلال عام ٢٠٢٤، حيث حافظنا على مستوى إيراداتنا التشغيلية، في حين ارتفعت صافي أرباحنا بنسبة ٥,٧٪ لتصل إلى ١,٧٥٧ مليون ١ (٤٦٨,٥ مليون دولار أمريكي) مقارنةً بعام ٢٠٢٣. ومن الناحية التشغيلية، حافظنا على مستويات جاهزية الطاقة والمياه لدينا بما يتماشى مع المعايير العالمية، رغم التحديات التي واجهتنا في محطتين للطاقة الشمسية المركزة.

مجموعة كبيرة من المشاريع قيد التنفيذ

في إطار "رؤية السعودية ٢٠٣٠"، تلتزم "أكوا باور" بدعم مسيرة المملكة الطموحة في تحوّل الطاقة من خلال شراكتنا الاستراتيجية مع صندوق الاستثمارات العامة لتطوير ٧٠٪ من مستهدفات المملكة في الطاقة المتجددة لعام ٢٠٣٠، (١٠٣ جيجاواط بحلول عام ٢٠٣٠). وتُشكِّل المملكة العربية السعودية اليوم ٦٠٪ من إجمالي محفظة أصولنا، وستظل المحور الرئيس للنمو المستقبلي لأعمالنا. كما نسعى إلى مواصلة جهودنا الحثيثة لتحقيق أسعار تعرفة قياسية عالميًا، بما يجعل المملكة من بين الوجهات الأقل تكلفة للطاقة على مستوى العالم.

نحن اليوم نعمل بوتيرة تعادل ثلاثة أضعاف ما كنا عليه قبل بضع سنوات فقط؛ حيث لدينا أكثر من ٧٠ مشروعًا جديدًا قيد التطوير مقارنةً بنحو ٢٠ مشروعًا فقط قبل عامين، بالإضافة إلى مشاريع قيد الإنشاء تبلغ تكلفتها الإجمالية أكثر من ١١٢,٥ مليار ١ (٣٠ مليار دولار أمريكي)، وبقدرة إجمالية تعادل ما تم إنجازه خلال العقد الماضي بالكامل. ويمثل هذا التقدُّم الكبير دلالة واضحة على حجم عملياتنا من جهة، وعلى قدرتنا على تنفيذ مشاريع ضخمة بوتيرة متسارعة من جهة أخرى.

وقد أسسنا شراكات جديدة مع شركات يابانية وكورية، فضلًا عن شركاء ماليين رئيسيين مثل بنك التصدير والاستيراد السعودي وشركة "إي آي جي ‑ EIG" الاستثمارية، الى جانب مؤسسات مالية جديدة من الكويت وقطر وإيطاليا. ولتعزيز أمان سلاسل التوريد لدينا، قمنا بتوسيع قائمة مقاولي الهندسة والمشتريات والبناء، لتشمل شركاء جدد يتمتعون بسجلات أداء مثبتة من كلٍ من مصر وتركيا.

وتجسيدًا لطموحاتنا في الصين، أنشأنا مركزًا للأبحاث والتطوير في شنغهاي، للعمل بشكل أوثق مع شركائنا على تطوير حلول متقدمة ومستدامة في مجالي المياه والطاقة، وتطبيقها ضمن مشاريع أكوا باور حول العالم.

وبعد نهاية العام بقليل، وقعنا اتفاقية مع شركة "سنام" الإيطالية الرائدة في تشغيل البنية التحتية للغاز، لإنشاء سلسلة توريد دولية تضمن إمدادًا موثوقًا وفعالًا من حيث التكلفة للهيدروجين الأخضر من المملكة إلى أوروبا، عبر ممر SoutH٢ الذي يمتد على مسافة ٣٣٠٠ كيلومتر، ويربط إيطاليا والنمسا وألمانيا بأوروبا الوسطى. كما عقدنا شراكة مع شركة "سيفي ‑ SEFE" — وهي شركة طاقة دولية مملوكة للحكومة الفيدرالية الألمانية — بهدف إنشاء جسر للهيدروجين يربط بين المملكة وألمانيا، على أن يبدأ بتوريد ٢٠٠ ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام ٢٠٣٠. وتُجسِّد هذه المبادرات المسار المستقبلي لصناعة الطاقة المتجددة.

كوادرنا البشرية

يُعدّ موظفونا الركيزة الأساسية لنجاحنا، وذلك بفضل ما أثبتوه من قدرات ابتكارية وإبداعية، إلى جانب شركائنا المؤسسيين والتشغيليين، ومن بينهم مقاولي الهندسة والبناء والمشتريات، والشركات المصنعة للمعدات الأصلية، والمستثمرين والشركاء الماليين.

وخلال العام، عملنا على ترسيخ ثقافة مؤسسية تعزز الشعور بالانتماء، وتوفّر بيئة عمل يزدهر فيها الجميع ويتقدمون. وقد تضاعفت استثماراتنا في تطوير الموظفين أربع مرات، وارتفعت نسبة التعاقب الوظيفي الداخلي بنسبة ٨٧٪، بينما انخفض معدل التسرب الوظيفي بنسبة ٤٨٪. كما لعبت الفرق التأسيسية مثل "مجلس الموارد البشرية" و"فريق التفاعل"، و"مجلس القيادات الشابة"، و"لجنة رعاية الموظفين" دورًا كبيرًا في ترسيخ مبدأي العدالة والشمول داخل المؤسسة.

وقد حظيت جهودنا بتقدير واسع من خلال حصولنا على العديد من الجوائز في مجالات التمويل، وتحلية المياه، والاستدامة، والأهم من ذلك سبع جوائز متخصصة تقديرًا لاستراتيجياتنا ومبادراتنا في تنمية الكوادر البشرية. وتعد هذه الجوائز بمثابة مؤشرات قوية على أننا نمضي قُدمًا لنجعل "أكوا باور" جهة التوظيف الأفضل في كل مكان نعمل فيه.

وبينما نحتفي بهذه النجاحات اللافتة في طريقنا نحو أن نكون جهة التوظيف الأفضل، والمرجع الفكري في القطاع، والشريك المفضل حيثما نعمل، فإننا لا نغفل أبدًا عن رسالتنا التي تتجاوز مجرد تزويد المجتمعات بالطاقة، لتشمل إحداث أثر دائم والمساهمة في بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

وفي إطار استراتيجيتنا لتعزيز التفويض وتمكين الفرق الإقليمية الميدانية، بدأ رؤساء المناطق الجدد في ممارسة مهامهم بنشاط في مختلف المناطق التي نخدمها، وتشمل المملكة العربية السعودية، والشرق الأوسط، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وآسيا الوسطى، والصين. وبفضل سجلاتهم الحافلة بالنجاحات، يدير هؤلاء القادة تنفيذ خطة النمو بوتيرة عالية وبزخم ملحوظ.

ومن جهة أخرى، نحن على دراية تامة بأن التحديات ستظل تلوح في الأفق، إلا أننا واثقون بمرونتنا وقدرتنا على التكيف، كما أثبتنا مرارًا من خلال تحقيق نتائج تفوقت على التوقعات في ظروف كانت في كثير من الأحيان مليئة بالتحديات. ومع مواصلتنا السير نحو المستقبل، ستظل خبراتنا وشغفنا أعظم ما نملكه من أصول، تدعمها قيمنا الراسخة ونزعتنا المستمرة نحو الابتكار.

الشكر والتقدير

أود أن أتوجه بجزيل الشكر إلى جميع شركائنا على ثقتهم ودعمهم المتواصل، كما أخصّ بالشكر جميع موظفي "أكوا باور" وعائلاتهم، لما أبدوه من التزام وطاقة إيجابية في قيادتهم ومساهماتهم ودعمهم للتقدُّم اللافت الذي أحرزناه خلال عام ٢٠٢٤.


ماركو أرتشيلي

الرئيس التنفيذي