كلمة رئيس مجلس الإدارة

محمد عبد الله أبونيان

"وبصفتنا شركةً سعوديةً تفتخر بانتمائها الوطني، فإننا ملتزمون بريادة مسار التحول في قطاع الطاقة بالمملكة، وتحقيق طموحات المملكة عبر إضافة ١٠٣ جيجاواط من قدرات الطاقة المتجددة بحلول عام ٢٠٣٠."

السادة أصحاب المصلحة المحترمين،

يسرني أن أقدّم لكم التقرير السنوي المتكامل لشركة أكوا باور عن عام ٢٠٢٤.

يصادف عامُ ٢٠٢٤ الذكرى العشرين لتأسيس شركتنا، حيث وبتوفيق من الله تعالى، تمكنا من تسريع مسيرة نمونا، وتجاوزنا العديد من المحطات الرئيسية، متناغمين مع مسار رؤية السعودية ٢٠٣٠، تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وبصفتنا شركةً سعوديةً تفتخر بانتمائها الوطني، فإننا ملتزمون بريادة مسار التحول في قطاع الطاقة بالمملكة، وتحقيق طموحات المملكة عبر إضافة ١٠٣ جيجاواط من قدرات الطاقة المتجددة بحلول عام ٢٠٣٠، ويتجلى ذلك في أننا نتولى تطوير ٧٠٪ من هذا الهدف الطموح ضمن برنامج صندوق الاستثمارات العامة. ونواصل أيضًا توسعنا في أسواقنا في الجنوب العالمي، ولا سيما الصين وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وإفريقيا، إلى جانب بناء جسرنا الأخضر الجديد للهيدروجين مع قارة أوروبا.

أكوا باور: ماضون بسرعة وزخم

انطلقت أكوا باور في بدايات متواضعة وطموحات عالية قبل عقدين من الزمن، وها هي لا تزال تحتفظ بالمستويات نفسها من الحماس والدافع والرغبة في التغيير. نسعى إلى رفع قيمة أصولنا إلى ٢٥٠ مليار دولار أمريكي بحلول عام ٢٠٣٠، ونحن اليوم أكثر قدرة من أي وقت مضى على اتخاذ خطوات جريئة لتحقيق هذا الهدف. ومسار شركتنا الحالي يشعرنا بحماسٍ بالغٍ. وكلما حققنا نموًا أسرع وأكبر وأفضل، زادت قدرتنا على خلق قيمة حقيقية لجميع شركائنا.

خلال هذه المرحلة الديناميكية المتسارعة، بقينا أوفياء لقيمنا ورسالتنا الأساسية، المتمثلة في تطوير مشاريع شراكة بين القطاعين العام والخاص في مجالي توليد الكهرباء وتحلية المياه على نطاق المرافق الكبرى، مع ضمان تقديم الطاقة والمياه بطريقة موثوقة ومسؤولة وبأدنى تكلفة ممكنة.

نحن اليوم أكبر منتج خاص للمياه المحلاة في العالم، ورواد في مجال الطاقة المتجددة، وأول من بادر بإنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع. هذا التقدم اللافت تحقق بفضل المهارات الريادية والالتزام الراسخ لعائلة العاملين في أكوا باور، والمدعومين بكوكبة من شركائنا وموردينا المخلصين، الذين لا يألون جهدًا في التفاني والابتكار والإبداع في تنفيذ ٩٤ مشروعًا نعتز بها. ولا يسعني التأكيد كفاية على أهمية تفكيرنا الإبداعي المنطلق من آفاق غير محدودة، وتحمل المخاطر المدروسة، والاعتماد على المبادئ الأساسية، وهذه هي العوامل التي قادتنا إلى تحقيق سلسلة من الإنجازات الرائدة في مجالي التقنية وعمليات الإنتاج، الأمر الذي مكننا من سرعة الوصول إلى السوق وتقديم أسعار تعرفة لا مثيل لها عالميًا. وتجدر الإشارة إلى حرصنا على ترسيخ هذه الثقافة المؤسسية لضمان استمرار روح الإبداع والابتكار في جميع أنشطتنا في ظل توسعنا الدولي ونمو فريق عملنا.

وضع الأساس لخطة النمو الطموحة نحو عام ٢٠٣٠

شهِد العامُ الماضي نموًا استثنائيًا لأكوا باور، ما مهّد الطريق لعام ٢٠٢٥ مليء بالفرص الواعدة؛ فقد سجلنا دخولنا إلى السوق الصينية بتنفيذ أولى مشاريعنا هناك، تلك المشاريع الماضية وفق المخططات الموضوعة لتحقيق أكثر من ١ جيجاواط من قدرات الطاقة المتجددة. وعلى مستوى أسواقنا، لدينا مشاريع قيد الإنشاء بتكلفة إجمالية تبلغ أكثر من ٣٠ مليار دولار أمريكي، وهذه قدرة إنتاجية تعادل مجموع ما أنجزناه خلال العقد الماضي بأكمله. وعلاوة على ذلك، فإن لدينا استثمارات بقيمة ٥,٩ مليار دولار أمريكي في مشاريع في قارة إفريقيا، ما يؤكد ريادة أكوا باور بوصفها أكبر مستثمر خاص في مجال الطاقة المتجددة في إفريقيا.

وأمّا في المملكة العربية السعودية، فقد رفعت وزارة الطاقة مستوى الطموحات الوطنية للتحول في قطاع الطاقة لعام ٢٠٣٠، وذلك بمضاعفة حجم مشاريع الطاقة المتجددة المستهدفة إلى ١٠٣ جيجاواط، بالإضافة إلى الإعلان عن خطط طموحة للتحول في قطاع الغاز الطبيعي. ويعزز هذا التوسّعُ الاستراتيجي دورنا كمُمَكِن رئيسي لتحقيق رؤية السعودية ٢٠٣٠، ويعكس أيضًا التزامنا المتواصل بتسريع مسار التحول في قطاع الطاقة.

نحمل أيضاً أهدافًا توسعية طموحة في قطاع تحلية المياه، خاصة في الأسواق النامية، حيث يعيش ٤٠٪ من سكان العالم على بعد ١٠٠ كيلومتر من السواحل. تتحمل أكوا باور مسؤولية قرابة ثلث الطاقة الإنتاجية للمياه المحلاة في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، إلى جانب ١٧٪ من الطاقة الإنتاجية في سلطنة عمان. وقد حققنا مكاسب كفاءة ملحوظة بريادتنا وابتكاراتنا في تقنية التحلية باستخدام تقنية التناضح العكسي، إذ نجحنا ‑ خلال العقد الماضي ‑ في خفض استهلاك الطاقة اللازمة لإنتاج متر مكعب واحد من المياه المحلاة بنسبة ٨٧٪. وقد وضعنا أيضًا معيارًا عالميًا بتحقيق أدنى تعرفة مياه في العالم، ونفخر بتشغيل أكبر محطة لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي على مستوى العالم.

يمتد هذا الزخم القوي إلى ما هو أكثر من إنتاج الطاقة وتحلية المياه، إذ نواصل توسعنا الاستراتيجي في قطاع تخزين الطاقة. وقد نمت قدرات أنظمة تخزين الطاقة بالبطاريات لدينا إلى ٥,٣ جيجاواط ساعة، وذلك عبر مشاريع رائدة تشمل: أكبر مشروع مستقل لتخزين الطاقة خارج الشبكة في العالم في مشروع البحر الأحمر؛ وأكبر مشروع تخزين في آسيا الوسطى ضمن مشروع طشقند؛ ومشروع مبتكر في المغرب بحجم يكفي لدعم مصنع ضخم لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.

توسُعِنا هذا في تخزين الطاقة يسلطُ الضوءَ على التزامنا الأشمل ببناء مستقبل مستدام، ذلك أننا نهدف أيضًا لأن نصير من بين أكبر ثلاثة منتجين للهيدروجين الأخضر على مستوى العالم. وقد شارفنا على استكمال ٨٠٪ من الأعمال الإنشائية في مشروعنا الرائد للهيدروجين الأخضر في نيوم، الذي نعمل على تطويره بالتعاون مع شركائنا. بدأنا أيضًا في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين الأخضر في أوزبكستان، إضافة إلى خطط لمشاريع إضافية في مصر، وإندونيسيا، وماليزيا، وتونس. كما نهدف إلى تقديم ٢٠٠,٠٠٠ طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا بحلول عام ٢٠٣٠، معتمدين في ذلك على شراكتنا مع شركة سيفي (SEFE) الألمانية.

تنمية أعمالنا على المستوى المحلي

تبنينا استراتيجية إقليمية ترتكز على توظيف أربعة مديرين إقليميين رئيسيين، يتبعون منهجًا قاعديًا لتطوير أعمالنا محليًا، وذلك بدلاً من التحول إلى شركة مركزية ضخمة.

وبالإضافة إلى تعزيز القيادة، نواصل التزامنا بتوظيف وتدريب الكفاءات المحلية في جميع مواقع عملياتنا، كما نشجع مقاولي الهندسة والمشتريات والإنشاءات ومصنعي المعدات الأصلية لدينا على اتباع النهج ذاته.

من المبادرات التي اعتز بها كثيراً، هي شراكتنا مع أكاديمية الطاقة والمياه، وهي معهد تدريبي غير ربحي في رابغ، المملكة العربية السعودية، ويقدم ‑ منذ تأسيسه في عام ٢٠٠٩ ‑ تدريبًا فنيًا متخصصًا في ١٨ مجالًا صناعيًا متنوعًا، تشمل السلامة، والطاقة المتجددة، وتحلية المياه، للشباب والشابات السعوديين. حتى اليوم، تخرج من أكاديمية الطاقة والمياه أكثر من ١٥,٠٠٠ شاب وشابة سعوديين، وقد كان للعديد منهم إسهامات بارزة في قطاع الطاقة، سواء ضمن أكوا باور أو خارجها، وفي الوقت نفسه، فإن مبادرتنا التعليمية الأخرى، مثل كلية شيرين في أوزبكستان، آخذةٌ في الازدهار وتواصل تحقيق نتائج إيجابية.

النمو المستمر لأعمالنا يعني أن زيادة حجم فريق عملنا من حيث العدد والخبرة المهنية أمر بالغ الأهمية. ولتحقيق ذلك، فلقد حرصنا على تحسين استراتيجيتنا للموارد البشرية، وزيادة الاستثمار في تطوير المواهب، وتعزيز التزامنا ببناء ثقافة مؤسسية قائمة على الانفتاح والشمولية في جميع أقسام الشركة.

وهدفنا أن نكون أفضل جهة عمل، والشريك المفضل، والرائد الفكري في قطاعنا.

مجلس الإدارة

أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمجلس الإدارة على قيادته ومساهمته في دفع مسيرة تقدمنا خلال عام ٢٠٢٤.

وبعد فترة ولاية المجلس لثلاث سنوات والتي انتهت في يناير ٢٠٢٥، انتخب المساهمون في "أكوا باور" مجلس إدارة جديدًا لفترة السنوات الأربع القادمة. غادرَ المجلس زملائُي الأفاضل: عبد الله الرويس، ومادلين أنطونيك، ولي بينغ، وأود أن أعرب لهم عن بالغ امتناني لما قدموه من مشورة حكيمة خلال السنوات الثلاث الماضية، متمنيًا لهم دوام التوفيق والنجاح في مسيرتهم المستقبلية. وفي الوقت ذاته، سعدت بانضمام أعضاء مجلس الإدارة المستقلين الجدد: خالد الخطاف، وشيلا خاما، وليمينغ تشين، فهم أصحابُ خبراتٍ واسعةٍ وراسخة ستسهم في قيادة أكوا باور خلال رحلتنا الطموحة للنمو السريع.

الشكر والتقدير

أتوجه بخالص الشكر إلى المحترمون الذين كان لهم دورٌ كبيرٌ في تقدمنا، وفي مقدمتهم قيادتنا الرشيدة: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على قيادتهما الحكيمة ورؤيتهما السديدة.

وأتقدم أيضًا بالشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وزير الطاقة، ومعالي المهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار، وإلى وزارتيهما والجهات التابعة لهما، بالإضافة إلى معالي الأستاذ ياسر عثمان الرميان وصندوق الاستثمارات العامة، على دعمهم المتواصل. ولا يفوتني تقديم الشكر إلى حكومات الدول الاثنتي عشرة الأخرى التي نزاول أعمالنا بها، وكذلك المشترين الرئيسيين للطاقة والمياه، ومقاولي الهندسة والمشتريات والإنشاءات، والموردين، والمستشارين، والشركاء الماليين.

وختامًا، وبالنيابة عن مجلس الإدارة، أتوجه بالشكر إلى أسرة "أكوا باور" بكاملها على عام آخر من الالتزام، والإبداع، والعمل الجاد. وها نحن اليوم على المسار الصحيح ماضون بعزم ورؤية نحو تحقيق طموحاتنا المنشودة لعام ٢٠٣٠.


محمد عبد الله أبونيان

المؤسس ورئيس مجلس الإدارة