رسالة نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب

"لا شكّ لديّ في أن الخطوات التي اتخذناها خلال العامين الماضيين ستمكّننا من مواصلة النمو بوتيرة متسارعة، وعلى نطاقٍ أوسع."
بعد مرور عامين على انضمامي إلى "أكوا باور"، أجد أن هذه اللحظة مناسبة للتأمل في مدى تقدمنا واستشراف آفاق المستقبل مع اقترابنا من محطتنا الرئيسية للعام ٢٠٣٠.
قررت الانضمام إلى "أكوا باور" مطلع عام ٢٠٢٣، لقناعتي العميقة بتطابق أولوياتي مع تطلعات الشركة، ورغبتي الجادة في الإسهام في نجاحها المستقبلي. انجذبت بشكلٍ خاص إلى الرؤية الابتكارية والثقافة الطموحة التي يتحلى بها جميع أفراد الفريق، وقد أكدت لي تجاربي حتى الآن أن قراري كان صائبًا بكل المقاييس.
تتمثل مهمتي في أن أكون حلقة وصل بين مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية العليا، بما يضمن تنفيذ استراتيجيتنا وخدمة جميع شركائنا على النحو المنشود. يسعدني أن أعمل عن كثب مع الرئيس التنفيذي وفريق الإدارة العليا لتحقيق الأهداف الطموحة لشركتنا. ما زلت منبهراً بما يتمتع به الفريق التنفيذي من طاقة وحماس وقدرة فائقة على الإنجاز.
تسريع وتيرة الوصول إلى ٢٠٣٠
خلال الأشهر الأولى من تولي مهمتي في الشركة، ترأست فريق عمل استراتيجية "أكوا باور ٢,٠"، الذي ضم أعضاءً من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، حيث ركزنا معًا على صياغة استراتيجية نمو جديدة، تمهد الطريق أمام الشركة لتصبح مركزا ريادياً عالميًا في مجالي تحوّل الطاقة وتحلية المياه، وذلك من خلال مضاعفة أصولنا ثلاث أضعاف بحلول عام ٢٠٣٠، وترسيخ مكانة الشركة لتصبح جهة العمل المفضلة للتوظيف والشراكة، ومرجعاً فكرياً رائداً في القطاع.
ويمكنني اليوم أن أؤكد أننا نسير بثبات على الطريق الصحيح لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، وذلك بفضل التزام وابتكار جميع أفراد أسرة "أكوا باور".
انطلاقًا من إيماننا الراسخ بأن رأس مالنا الحقيقي يتمثل في كوادرنا البشرية، فقد استثمرنا عن حق في تطوير فرق العمل والإدارة لنكون جميعًا في أفضل حالاتنا الممكنة. ومن أبرز مبادراتنا في هذا الصدد اعتماد هيكل تنظيمي جديد، يتضمن شريحة من القادة المفوّضين والمتمكنين من عملهم، لدفع عجلة النمو بالسرعة والحجم اللازمين في مناطقنا الأربع.
ومن مزايا هذا الهيكل الجديد قدرته على تعزيز توطين العمليات والموارد، من خلال استقطاب المواهب والشركاء والموردين والمصنّعين المحليين، بما يواكب طموحات النمو والسياسات الاجتماعية لحكومات الدول الثلاث عشرة التي نعمل فيها.
كما كثّفنا برامج التوظيف والتدريب وتعزيز المشاركة على كافة المستويات، لضمان وجود الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة، لتحقيق النمو المستهدف. فمن خلال هذه الخطوات، نُتيح فرصًا مهنية واعدة لعدد متزايد من الأفراد الذين يمتلكون الكفاءة والطموح اللازم لدفعنا نحو الأمام.
وقد حرصنا على أن نحافظ، مع هذا النمو المتسارع، على روح ريادة الأعمال والإبداع، وألا نقع في فخ البيروقراطية، بل نوفر بيئة تتيح لكل فرد في "عائلة أكوا باور" تحدّي الوضع القائم والتفكير خارج الصندوق. وبفضل حرصنا على التجديد البنّاء والإبداع والابتكار، حافظنا على وتيرة التقدم في إبرام الصفقات الجديدة، واعتماد التقنيات والعمليات الحديثة.
يبرهن التقدم الذي أحرزناه خلال عام ٢٠٢٤ على فعالية استراتيجيتنا. فوفقًا لكافة مؤشرات الأداء لدينا — سواء على مستوى تطوير الأعمال الجديدة أو إغلاق الصفقات التمويلية أو المشروعات قيد التنفيذ أو تلك التي بدأت عملياتها التشغيلية — أثبتنا قدرتنا على الإنجاز، مع الحفاظ على متانة مركزنا المالي واستقراره.
تعزيز العلاقات البنّاءة مع شركائنا
من أبرز جوانب الدور الذي أقوم به هو تطوير علاقات استراتيجية على المستوى الحكومي في مختلف البلدان التي نعمل فيها.
تتماشى "أكوا باور" مع "رؤية السعودية ٢٠٣٠"، وتعمل بشكل وثيق مع وزارة الطاقة وصندوق الاستثمارات العامة وغيرها من الجهات المعنية الرئيسة. ويسعدني أن أسهم بما أستطيع في تعزيز هذه الشراكات لما فيه مصلحة جميع الأطراف، لا سيّما في ظل ما يسود من روح تعاون وطموح على كافة المستويات.
وعند سفري للقاء المسؤولين الحكوميين والشركاء من القطاع الخاص، أحرص على أن نحافظ على رؤيتنا العالمية مع التركيز في الوقت ذاته على الخصوصيات المحلية لكل سوق. خلال عام ٢٠٢٤، تم تعييننا شريكًا لقطاعي الطاقة والمياه في مؤتمر كوب ٢٩ (COP٢٩) في أذربيجان، وشاركنا في مؤتمر كوب ١٦ (COP١٦) في الرياض، كما عقدنا شراكة مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، وانضممنا إلى برنامج "روّاد الاستدامة" التابع لوزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية، وشاركنا في معرض "ويتيكس" للمياه والطاقة والتقنيات البيئية في دبي. وقد شكّلت هذه الفعاليات وغيرها منصّات غنية أتاحت لنا — باعتبارنا جهة رائدة وموثوقة في القطاع — فرصًا أوسع للتعلّم والمشاركة واستكشاف مزيد من سبل التعاون مع الآخرين.
التوسّع بوتيرة متسارعة
وبفضل علاقتنا الوثيقة والمثمرة مع صندوق الاستثمارات العامة، تظل المملكة العربية السعودية المحور الرئيس لنمو أعمالنا. في الوقت ذاته، تشهد الدول النامية التي نعمل فيها تسارعًا في وتيرة التصنيع والنمو السكاني، إلى جانب معدلات توسّع اقتصادي تفوق مثيلاتها في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مما يُعزّز الطلب على حلول الطاقة والمياه.
نحن في موقع مثالي لتحقيق نمو سريع، بفضل علاقاتنا الاستراتيجية طويلة الأمد مع الجهات الحكومية المركزية والمحلية، سواء في موطننا أو في مختلف المناطق التي نزاول فيها أعمالنا. وقد شكّل ذلك منطلقًا فعّالًا لتوسّعنا السريع في آسيا الوسطى، لاسيّما في أوزبكستان، ولإطلاق مشاريعنا الأولى في الصين، التي تُعد أكبر سوق للطاقة المتجددة في العالم. وها هي ثمرة وجودنا الراسخ والممتد في هذا البلد تبدأ في الظهور، وأنا أثق تماماً بأن هذا السوق الكبير سيمنحنا المساحة اللازمة للنمو والتوسّع.
وبالنظر قُدُماً، أرى اننا نحرز تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ خطتنا الرامية إلى إقامة جسر للهيدروجين يربط بين المملكة العربية السعودية وأوروبا — وهي سوق تزداد أهميتها يومًا بعد يوم بوصفها وجهة للطاقة المتجددة منخفضة التكلفة قادمة من الدول النامية.
لا يساورني أدنى شك في أن الخطوات التي اتخذناها خلال العامين الماضيين ستُتيح لنا مواصلة النمو بوتيرة متسارعة وعلى نطاق أوسع، ولا يزال تركيزنا المستمر على كوادرنا وتطوير قدراتهم هو مفتاح نجاحنا الحقيقي.
أود أن أعرب عن خالص امتناني لفريقنا على ما يبذله من جهود مخلصة، وتفانٍ في العمل، وابتكار متواصل. وأتطلع إلى مواصلة العمل معًا لتحقيق نتائج استثنائية تُلبي تطلعات جميع شركائنا.
رعد السعدي
نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب